قال ضابط أمريكى أن مناورات النجم الساطع، التى ألغتها الولايات المتحدة ردا على فض اعتصام أنصار الإخوان فى منتصف أغسطس، تتعلق بالعلاقات الشخصية.
وفى مقال له بموقع "دايلى بيست"، قال جون ماكراى، ضابط الجيش الأمريكى الذى شارك فى المناورات المشتركة عام 2007، إنه أمضى نوفمبر من هذا العام فى صحراء سيناء كضابط أمريكى شارك فى مناورات النجم الساطع، وهى اختبارات عسكرية متعددة الجنسيات تستضيفها مصر. وفى الماضى كانت تلك المناورات روتينية إلى حد ما، رغم أنها مهمة تدريبية ذات نطاق واسع، لكن فى ضوء صلتها المفاجئة بالسياسة الجغرافية، فإنه يقدم بعض الملاحظات لغير الملمين بها.
يقول ماكراى: أن عملية النجم الساطع هى مهمة تدريب مشترك رسمية للجيوش الكبيرة فى الشرق الأوسط لإظهار حسن النية والشراكة من خلال إجراء تدريبات مشتركة، وأهم ما فيها هو الفرصة لمراقبة التدرب بشق الأنفس والانفجارات التى يمكن السيطرة عليها. كما أنها رمز تقليدى للشراكة بين مصر والولايات المتحدة، ووسيلة لتدعيم العلاقات، وفرصة للمسئولين الأمريكيين لملاحظة بعض عائدات المساعدات العسكرية السنوية التى تقدمها واشنطن للجيش المصرى.
ويضيف الضابط أنه فى أوائل الثمانينيات، وبعد توقيع كامب ديفيد، صممت مناورات النجم الساطع كوسيلة لمصر والولايات المتحدة والدول الشريكة فى المنطقة وأوروبا من أجل تعزيز الروابط العسكرية قبل أى صراع محتمل، وزاد نطاق تلك التدريبات بشكل واسع فى السنوات الفاصلة، وتشمل الآن القيادة التكتيكية وتلك الخاصة بالعمليات، بما يعنى أن اللواءات والرقباء مشاركون تماما فى سيناريو التدريب على مستوى كل منهم.
ويتابع الضابط الأمريكى قائلا "إن أحد الفوائد الدائمة لتلك المناورات كانت الفرصة للتواصل بين كبار القيادات، حيث توفر الفرصة لكبار الضباط الأمريكيين باللقاء والعمل مع نظرائهم فى الشرق الأوسط، وهو أمر ليس بالهين.. ومؤخرا تحدثت عدة تقارير عن الفترة التى درس فيها الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى كلية الحرب الأمريكية فى بنسلفانيا، وهى المحطة الأخيرة فى الطريق للوصول إلى رتب الجنرالات "فى أمريكا". وكان فى نفس الصف مع عدد من الجنرالات الحاليين فى الجيش الأمريكى، وهو عامل أثر، على أقل تقدير، على طبيعة المناقشات بين البلدين، وقنوات الاتصالات القادمة من واشنطن لمحاولة التأثير على قراراته"، مشيرا إلى أن مناورات النجم الساطع تقدم الفرصة لمشاركة المذهب العسكرى والتكتيكات والتحليلات، لكن أساسها كان ينصب دائما على التواصل الشخصى والعلاقات التى قد تسفر عن فرص دبلوماسية، أو لا تسفر عن ذلك كما هو الحال الآن.
ويؤكد ماكراى أن الهدف من النجم الساطع كان متعلقا شكل أساسى بالحفاظ على علاقة واشنطن مع مصر بجعلها شخصية وأكثر قربا، أكثر مما كانت تتعلق بجوانب تكتيكية للتدريب المشترك أو أى منافع للتأهب العسكرى، وهو درس استفاد منه فى العراق، ويود لو حصل على فرصة ثانية للتواصل مع الجيوش الأجنبية.
ويقول الضابط أن لديه تذكارين من الشرق الأوسط، واحدا من العراق والثانى من مصر، وهو كتيب صغير عنوانه "دليل الجندى فى مصر"، ويمتلئ بالتحذيرات بشأن الطرق التى ربما يواجه فيها الأمريكيون الأعراف والحساسيات المصرية، ويعتبرها الضابط نوعا آخر من البقايا من زمن قبل الربيع العربى، قبل الإطاحة بمبارك ثم الإطاحة بمرسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق